كشفت البيانات المفصلة التي صدرت حديثاً حول التجارة الخارجية وميزان المدفوعات لعام 2009 حدوث بعض التحولات المثيرة للاهتمام، فبالرغم من أن الإيرادات الضخمة للنفط قد أمنت فوائض قوية في الميزان التجاري وميزان الحساب الجاري إلا أن كلاهما جاء أقل كثيراَ من أعلى مستوياته التي سجلها عام 2008 وذلك نتيجة لانخفاض أسعار النفط. كذلك طال الانخفاض الواردات التي تراجعت على مستوى كافة الشركاء التجاريين الرئيسيين تقريباً متجاهلة وتيرة النمو خلال السنوات السابقة. وشملت التحولات جوانب أخرى أهمها انخفاض حجم المدفوعات إلى الجهات الأجنبية التي توفر الخدمات في إشارة إلى نمو القدرات المحلية وارتفاع الدخل من الاستثمارات الأجنبية بأفضل مما كان متوقعاً بينما ارتفعت تحويلات العمالة الأجنبية بدرجة كبيرة مرة أخرى.